كلنا يتذكر المقولة الشهيرة ( مابين المقهى والمقهى مقهى )

تمتاز محافظة دير الزور عن بقية المحافظات السورية بعدد مقاهيها قياساً بعدد السكان وتعرف دير الزور بمدينة المقاهي.

وتعتبر المقهى جزءاً مهماً في حياة معظم “الديريين” ياترى ما سر العلاقة بين الديري والقهوة؟
تحرص الغالبية العظمى من الديريين على ارتياد المقاهي بشكل يومي وأستطيع القول إنها شبه إدمان, سواء كان للعب الورق أو للتفرج على اللاعبين أو للجلوس وتأمل الناس والمارة.. أو للفضول في سماع أخبار الناس ومايجري في المدينة, وغيرها من الأسباب .

يعمد الديريون في أماكن تواجدهم في بقية المحافظات على اختيار مقهى يتجمعون فيه لممارسة طقوسهم, يطلق عليها ( قهوة الديريين). وأكبر مكاني تجمع للديريين في حلب ودمشق,
فمنطقة جوزة الحدباء أو سوق ساروجة القريبة من منطقة المرجة هناك تجد أربع أو خمس مقاهي للديريين وتشعر أن المكان من دير الزور وهذا الحديث في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وكل مايمت للدير بصلة تجده في هذه المنطقة حيث تنتشر المطاعم الشعبية, وعشرات العربانات التي تشوي اللحوم والجبدة والفرافيش والفنادق الرخيصة. إضافة إلى أن سوق الهال كان قريب من المنطقة.
ويوم الخميس يتحول المكان وكأنه كرنفال, محشر من البشر ومعظمهم من العساكر الذين يؤدون خدمة العلم, حيث يتوافدون من قطعاتهم على لسماع أخبار الدير أو رؤية الأصدقاء والأقارب الذين يأتون إلى العاصمة. هذا في دمشق أما في حلب فهناك مقهى للديريين يقع في وسط مدينة حلب وفي باب الفرج بالتحديد وداخل كراج “تكاسي الدير”… ويسمى مقهى أخو جولة وهذا المكان أيضاً يزوره كل من يأتي إلى حلب لسبب أو لآخر, ومعظمنا يعرف باب الفرج ولياليه ….
وهناك مقهى آخر للديريين في محافظة حمص لكنه غير مشهور لقلة الديريين في حمص ويقع بجوار جامع خالد بن الوليد وهو شبه(جايخانة).
الديريين بطبيعتهم شعب اجتماعي وربما هذا أحد أسباب تعلق الديري بالمقهى.
جودت السلمان