
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى
أوائل ورد كن بالأمس نوما …. ( البحتري)
…………………………….. ……………

شارع النادي وفصل الربيع:
في يوم ما كان هذا الشارع من أشهر وأرقى شوارع دير الزور نظراً لموقعه المميز فهو يمتد من نادي الضباط ولغاية دوار الدلة في يومنا هذا يتوسطه منصف تزينه الأشجار والورود ويتفرع في نهايته الى فرعين شرقي ويتجه نحو مقبرة الشهداء وامتداده حتى حي العمال وغرباً يمتد حتى حي الجورة إنه شارع ( بورسعيد )
في سبعينيات وحتى آواخر ثمانينيات القرن الماضي كان هذا الشارع المتنفس الوحيد لأهالي دير الزور في فصل الربيع .
كان شارع بورسعيد هو المدخل الوحيد لمدينة دير الزور بإتجاه سهول المالحة والشولة وما يجاورها من مناطق منبسطة حيث ترتدي هذه المناطق في الربيع حلة ملونة من الأعشاب والأشجار القصيرة وتتميز بهواءها الصحراوي العليل .
فئة قليلة من أهالي دير الزور في ذلك الزمن كانوا يملكون وسائط نقل كالسيارة وغيرها وهؤلاء هم من يستطيعون الذهاب إلى تلك المناطق والتمتع بجمالها, أما البقية الذين لايملكون واسطة نقل فليس لهم سوى بورسعيد والشوارع المتفرعة منه حيث تكثر الأحراش والأشجار وبالتحديد على كتف الجبل وعلى إمتداده, حيث تكتظ المنطقة بالعوائل يتخذون موقعاً مناسبا حيث يقضون يوم الجمعة بالكامل وهم يطبخون ويأكلون ويغنون ويلعبون لغاية المساء ثم يجمعون حاجياتهم من بسط وسجاد وأدوات طبخ وغيرها ليعودوا إلى منازلهم .
وأعود أنا إلى شارع بورسعيد وعند إقتراب المساء حيث تبدأ الناس بمغادرة المكان تحس أنك في “محشر بشر” من كافة الأجناس والأعمار مطورات بسكليتات عرابانات بخيل وغير خيل طريزينات إضافة إلى العائدين من المالحة بسياراتهم وكلهم يسلكون هذا الشارع للعودة للمدينة .
كرنفال حقيقي تشهده المنطقة كل يوم جمعة وطوال فصل الربيع وللحظة ما تخال أن المدينة كلها عائلة واحدة!!!
يوم من أيام ربيع دير الزور نقلته لكم وحسب ما جادت به الذاكرة وأعتقد كل من عاصر أو شهد تلك الفترة إلا وتمشى في هذا الشارع ذهاباً وإياباً وعشرات المرات….
يطول و يحلوا الحديث عن أيام خلت رغم بساطتها ولاتخلوا من حنين وشجن.
بقلم: جودت سلمان