دراسات وأبحاثمدن

تلفون زمان بدير الزور| جودت السلمان

الهاتف أيام زمان

(تلفون زمان ):

للحصول على خط هاتف كان الأمر يتطلب أربع أو خمس سنوات من الانتظار وربما أكثر.

و بعد التسجيل ودفع الرسوم يوضع اسمك في قائمة الدور وآلله أعلم متى تحصل عليه.

مبنى البريد والهاتف
تلفون زمان بدير الزور
مبنى البريد والهاتف

في ستينيات القرن الماضي وقبلها, كان من يملكون خط هاتف في دير الزور قلة قليلة جداً , وجلهم من الطبقة الميسورة والمعروفة في البلد.

ومن يحصل على خط هاتف كأنه حصل على شهادة عليا وتنهال عليه التهاني والتبريكات من الجوار والمعارف ويوضع الهاتف في مكان بارز في البيت للتباهي به ..ومحظور على الأطفال الاقتراب منه… ورنين الهاتف يبعث على الفرح والدهشة والرد عليه يقتصر على الأب أو الأم.

كانت الخطوط داخلية فقط لا تتعدى المحافظة, ومن يود الحديث مع محافظة أخرى عليه الاتصال بالسنترال, ويسجل الرقم المطلوب وينتظر معاودة السنترال الاتصال وإعطاءه الخط..

كما للهاتف فوائد له أيضاً مساوئ ومنها الإزعاج الدائم من الجوار في طلب المكالمات.. إضافة للاستعمال الخاطئ من قِبل المراهقين,  مما يسبب مشاكل لصاحب الخط,  فيلجأ البعض لقفل التلفون بوضع قفل صغير في قرص الهاتف لمنع استخدامه.

من طرائف الهاتف في بداياته أحد الخبثاء اتصل بمنزل صديق له فجاوبته ربة المنزل وقال لها هون بيت فلان

قالت: نعم, قال لها: “هون البريد واليوم نزّيت التلفونات”.. “حطو شي تحت التلفون حتى ما تتوسخون”  وأقفل الخط.

وعند الظهيرة جاء زوجها فوجد التلفون موضوعاً داخل فرش الطعام فلما سألها عن السبب قالت له: اتصل البريد ويقول: اليوم يزيتون التلفونات. فرد عليها قائلاً: “يول يا غشيمة يضحكون عليجي بحياتجي ماتتعلمين”.

..الباحث جودت السلمان

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!